اين يبدأ الجنس واين ينتهى

0

 


    •  اين يبدأ الجنس واين ينتهى  

  • إذا اتفقنا ان الجنس يبدأ في الدماغ وينتهي علي الفراش في علاقة ممزوجة بالرغبة والاشتياق بين الزوجين لينهل كلا منهما من معين العشق والمحبة فيما بينهما متحققا ذلك برغبة دفينة لامتاع الاخر وامتاع نفسه لذا نجد انه مما لا شك  فيه ان العقل هوالمتحكم في كل احتياجاتنا وافعالنا وعليه فان تلبية الاحتياجات الجنسية تمر اولا بالفكرة والرغبة ثم تمربمراحل تحضيرية وخطوات حتي يتحقق الاداء الجنسي بشكل ناجح .وينتهي ليبدا من جديد , وعليه فان مقولة ان الجنس يبدأ في الدماغ وينتهى علي الفراش  مقولة صحيحة تماما  لان ابتداءالرغبة والاحتياج يكون كفكرة ثم يتحول كل ذلك الي تفريغ جنسي  بعلاقة  جنسية كاملة او باي شكل اخر. كالعادة السرية مثلا ذلك لان الجسد الإنساني يحتوي علي طاقات حيوية قائمة في مراكز؛ وتعبِّر كل طاقة عن حقيقة الجسد في اتجاه معيَّن: فالمعدة تعبِّر عن اتجاه الجسد لتحقيق غاية معينة؛ وكذلك يفعل القلب والكبد وسائر الأعضاء. فلا يستطيع عضو أن يعبِّر عن ذاته بذاته لأنه متصل بالكلِّ اتصالاً صميميًّا، وينسجم مع الكلِّ في وحدة لا تعرف  الانفصام، هي طاقة حيوية كلِّية. وبالمثل، لا يُعتبَر الجنسُ فعلاً عضويًّا صرفًا، أي حاجة محض بيولوجية، بل  تعبير عن كلٍّ متَّحد متكامل هو الإنسان. وإذا كانت هذه الحقيقة واضحة، كان الجنس طاقة كلِّية تتوزع في متَّحَد الجسد النفس كلِّه لتعبِّر عن الإنسان. فهو أسمى من أن يكون مجرَّد حاجة عضوية، ذلك لأن الإنسان  ليس عضوًا منفردًا؛ إذ هو، بالإضافة إلى ذلك، طاقة عميقة تعمل في الإنسان لتحقيق غاية من خلال إرادة. لذا كان  الجنس تعبيرًا عن الشخصية الإنسانية كلِّها , ولما كان الإنسان يمثل الكلالمادة كلَّها والروح كلَّهاويمثل الحقيقة السامية، فإن الجنس تعبير متكامل عن تحقيق هذه الحقيقة السامية وتجلٍّ وظهور لها بابهى صورة من الوصول للنشوة فيما بينهما . ولما كان الرجل والمرأة يلتقيان لتأليف الحياة، فإن لقاءهما يشكِّل نقطة ابتداء الوجود. فكما أن الحقيقة السامية انطوت في المادة، منذ البدء، والتفَّت فيها وتغلفت بها وتخلَّلتْها، كذلك الرجل ينطوي في المرأة ويلتف فيها ويتغلف بها ويتخلَّلها. فلقاؤهما يعيِّن انبثاق الوجود. وليس هذا  اللقاء الذي يحقق الحقيقة السامية إلا ما ندعوه الجنس ، لذا عندما يبدا الانسان في البحث والترتيب لاداء جنسي فان الفكر هو اول مراحل الاداء الجنسي حتي يتم الاداء الجسدي لذا يأخذ الجنس، الذي تشترك فيه الروح والمادة معًا، شكلاً جديدًا، يتحول فيه الحبُّ إلى محبة. فهو مادي، يعبِّر عن اندفاع لاواعٍ، هو الجانب البيولوجي؛ وهو روحي يعبِّر عن غاية يعمل في سبيل تحقيقها العقلُ  والإرادة. وعندما يتحول الحب إلى محبة، يحافظ الجنس على قاعدته المادية، لكنه لا يعبِّر عن الانفعال  والاندفاع التلقائي، بل عن عمل تقوم به المادة لكي تحقق الغاية من وجودها وهو الاشباع الجنسي الكامل بينهما ، إن محبتنا لأبنائنا وأزواجنا تبرِّر فعلنا الجنسي وترفع من قيمته. ويصبح الجنس، في هذه المحبة، فعلاً روحيًّا  بامتياز، وليس فعلاً ماديًّا بحتًا، ذلك لأن الثمرة الناتجة عنه تمثِّل الحياة والاستمرار. وإن اعتقادنا بأننا نمثل صورة الحقيقة السامية، وبأننا نشاهد هذه الصورة التي تتحقق بالفعل الجنسي، دليل على أن الجنس هو الوسيلة التي حققت هذه الحياة تحقيقًا لا تعبِّر فيه عن انفعال منحطٍّ فقط. فقد ساعدت هذه الوسيلة على تكوين  أنبل كائن وأعظم مثال على كوكب الأرض، وهو الإنسان ، وإذا كنَّا على يقين من أننا نمثل الحقيقة السامية على هذا الكوكب، فإننا نرفض الاعتقاد أن الجنس عمل منحط أو أنه حاجة محض بيولوجية ان النشوة الجنسية، في ذروتها، غوصٌ إلى عالم الروح، الذي هو لاوعي يتحول إلى وعي عند لحظة إدراكه، واستغراق عقلي ووجداني في هذا العالم الذي خلقنا الله فيه لعبادته والاستمتاع بما احله لنا من خلال الزواج.

#كلام_فى_سرك  

  •  

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق